فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَجَعَلۡنَا فِيهَا جَنَّـٰتٖ مِّن نَّخِيلٖ وَأَعۡنَٰبٖ وَفَجَّرۡنَا فِيهَا مِنَ ٱلۡعُيُونِ} (34)

{ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ } أي :جعلنا في الأرض جنات من أنواع النخل والعنب وخصهما بالذكر ؛ لأنهما أعلى الثمار وأنفعها للعباد والنخل والنخيل بمعنى ، والواحدة نخلة ، وفي المصباح : النخل اسم جمع ، والواحدة نخلة وكل جمع يفرق بينه وبين واحده بالتاء ، فأهل الحجاز يؤنثونه وأهل نجد وتميم يذكرونه ، وأما النخيل بالياء فمؤنثة . قال ابن أبي حاتم : لا اختلاف في ذلك ، والأعناب جمع عنب . والعنبة الواحدة من العنب .

{ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ } أي :فجرنا في الأرض بعضا من العيون فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه ، أو المفعول العيون ، ومن مزيدة على رأي من جوز زيادتها في الإثبات والمراد بالعيون :عيون الماء وقرأ الجمهور بالتشديد ، وقرئ بالتخفيف ، والفجر والتفجير كالفتح والتفتيح لفظا ومعنى .