فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِزِينَةٍ ٱلۡكَوَاكِبِ} (6)

{ إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ } المراد بالسماء الدنيا التي تلي الأرض من الدنو وهو القرب ، فهي أقرب السموات إلى الأرض ، قرأ الجمهور بإضافة زينة إلى الكواكب والمعنى زيناها بتزيين الكواكب ، أي بحسنها وقرئ : بتنوين زينة وخفض الكواكب على أنها بدل من الزينة على أن المراد بالزينة الاسم لا المصدر ، والتقدير بعد طرح المبدل منه : إنا زينا السماء بالكواكب فإن الكواكب في أنفسها زينة عظيمة فإنها في الليلة المظلمة في أعين الناظرين لها كالجوهر المتلألئة على سطح أزرق .

وقرأ عاصم في رواية أبي بكر عنه بتنوين زينة ونصب الكواكب ، على أن الزينة مصدر ، وفاعله محذوف ، والتقدير بأن الله زين الكواكب بكونها مضيئة حسنة في أنفسها ، أو تكون الكواكب منصوبة بإضمار أعني ، أو بدلا من السماء بدل اشتمال ، وقيل : المعنى بضوء الكواكب لأن الضوء والنور من أحسن الصفات وأكملها ، ولو لم تحصل هذه الكواكب في السماء لكانت شديدة الظلمة عند غروب الشمس ؛ وقيل : زينتها أشكالها المتناسبة والمختلفة في الشكل ، كشكل الجوزاء وبنات نعش ، وغيرها وقيل : غير ذلك .