ثم ذكر سبحانه سعة ملكه ونفاذ تصرفه فقال :{ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } أي له التصرف فيهما بما يريد لا مانع لما أعطى ولا معطى لما منع ، والملك بالضم الاستيلاء على الشيء والتمكن من التصرف فيه ، وفي المصباح وملك على الناس أمرهم ملكا من باب ضرب إذا تولى السلطنة فهو ملك والاسم الملك بضم الميم .
{ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ } من الخلق { يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا } بدل مفصل من مجمل أي لا ذكور معهن ، قاله مجاهد والحسن والضحاك وأبو مالك وأبو عبيدة وقال ابن عباس يريد لوطا وشعيبا لأنهما لم يكن لهما إلا البنات .
{ وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ } أي لا إناث معهم ، يريد إبراهيم لأنه لم يكن له إلا الذكور ، قاله ابن عباس ، قيل : وتعريف الذكور بالألف واللام للدلالة على شرفهم على الإناث ، ويمكن أن يقال إن التقديم للإناث قد عارض ذلك فلا دلالة في الآية على المفاضلة ، بل هي مسوقة لمعنى آخر ، وقد دل على شرف الذكور قوله سبحانه :
{ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ } وغير ذلك من الأدلة الدالة وعلى شرف الذكور على الإناث ، وقيل : تقديم الإناث لكثرتهن بالنسبة إلى الذكور . وقيل : لتطيب قلوب آبائهن ، وقيل لغير ذلك مما لا حاجة إلى التطويل بذكره ، أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن وائلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من بركة المرأة ابتكارها بالأنثى لأن الله قال : يهب لمن يشاء إناثا ) الخ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.