{ وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا } الجعل هنا بمعنى القول والحكم على الشيء كما تقول : جعلت زيدا أفضل الناس أي قلت بذلك وحكمت له به أي سموهم وحكموا ، وقالوا : أنهم إناث وجمعوا في كفرهم ثلاث كفرات وذلك أنهم نسبوا إلى الله الولد ونسبوا إليه أخس النوعين وجعلوا ملائكته المكرمين إناثا فاستخفوا بهم قرأ الجمهور : عباد بالجمع ، وبها قرأ ابن عباس وقرأ الباقون عند بنون ساكنة ، واختار الأولى أبو عبيد لأن الإسناد فيها على ، ولأن الله إنما كذبهم في قولهم إنهم بنات الله فأخبرهم بأنهم عباده .
قال النسفي : وهو ألزم في الحجاج مع أهل العناد لتضاد بين العبودية والولادة انتهى ، ويؤيد هذه القراءة قوله { بل عباد مكرمون } ؛ واختار أبو حاتم الثانية قال : وتصديق هذه القراءة قوله : { إن الذين عند ربك } عن سعيد بن جبير قال كنت أقرأ هذا الحرف الذين هم عند الرحمن إناثا فسألت ابن عباس فقال عباد الرحمن ، قلت فإنها في مصحفي قال فامحها واكتبها عبد الرحمن ثم وبخهم وقرعهم فقال :
{ أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ } أي أحضروا خلق الله إياهم فهو من الشهادة التي هي الحضور وفي هذا تهكم بهم ، وتجهيل لهم ، قرأ الجمهور : { سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ } بضم الفوقية وبناء الفعل المفعول ورفع شهادتهم ، وقرئ بالنون وبناء الفعل للفاعل ، ونصب شهادتهم ، وقرئ شهاداتهم بالجمع ، والمعنى سنكتب هذه الشهادة التي شهدوا بها في ديوان أعمالهم ، لنجازيهم على ذلك ، قال البقاعي يجوز أن يكون في السين استعطاف إلى التوبة قبل كتابة ما قالوا ولا علم لهم به { وَيُسْأَلُونَ } عنها يوم القيامة في الآخرة ، وهذا وعيد . قال سليمان الجمل وهذا يدل على أن القول بغير دليل منكر ، وأن التقليد حرام يوجب الذم العظيم انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.