فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{طَاعَةٞ وَقَوۡلٞ مَّعۡرُوفٞۚ فَإِذَا عَزَمَ ٱلۡأَمۡرُ فَلَوۡ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡ} (21)

{ طاعة وقول معروف } كلام مستأنف أي أمرهم طاعة ، أو طاعة وقول معروف خير لكم ، قال الخليل وسيبويه إن التقدير طاعة وقول معروف أحسن وأمثل بكم من غيرهما ، وقدره منا طاعة فقدره مقدما ، وقيل : إن طاعة خبر أولى أي : الأولى بهم أن يطيعوك ويخاطبوك بالقول الحسن الخالي عن الأذية ، وقيل : إن طاعة صفة لسورة ، أي فإذا أنزلت سورة محكمة طاعة ، أي ذات طاعة أو مطاعة ، ذكره مكي وأبو البقاء ، وفيه بعد لكثرة الفواصل ، وقيل إن { لهم } خبر مقدم ، وطاعة مبتدأ مؤخر ، والأول أولى .

{ فإذا عزم الأمر } عزم الأمر ، جد الأمر ، أي جد القتال ووجب وفرض ، وأسند الأمر إلى العزم- وهو لأصحابه- مجازا ، وجواب إذا قيل هو قوله الآتي : { فلو صدقوا الله } ، وقيل : محذوف تقديره كرهوه ، قال المفسرون : معناه إذا جد الأمر ولزم فرض القتال ، خالفوا وتخلفوا ، فلو صدقوا الله في إظهار الإيمان والطاعة { لكان خيرا لهم } من المعصية والمخالفة .