السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ ٱللَّهُمَّ رَبَّنَآ أَنزِلۡ عَلَيۡنَا مَآئِدَةٗ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ تَكُونُ لَنَا عِيدٗا لِّأَوَّلِنَا وَءَاخِرِنَا وَءَايَةٗ مِّنكَۖ وَٱرۡزُقۡنَا وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلرَّـٰزِقِينَ} (114)

{ قال عيسى بن مريم } لما رأى أنّ لهم غرضاً صحيحاً في ذلك وأنهم لا يقلعون عنه فأراد إلزامهم الحجة بكمالها { اللهمّ ربنا أنزل علينا مائدة } وحقّق موضع الإنزال بقوله : { من السماء تكون } هي أو يوم نزولها { لنا عيداً } نعظمه ونشرفه وقال سفيان : نصلي فيه .

وروي أنها نزلت يوم الأحد فلذلك اتخذه النصارى عيداً ، وقيل : إنّ عيسى عليه السلام اغتسل ولبس المسح وصلى ركعتين وطأطأ رأسه وغض بصره وبكى ثم قال : اللهمّ ربنا الخ . . وقيل : العيد السرور العائد ولذلك سمي يوم العيد عيداً وقوله : { لأوّلنا وآخرنا } بدل من لنا بإعادة العامل أي : عيداً لأهل زماننا ولمن جاء بعدنا وقال ابن عباس : يأكل منها آخر الناس كما أكل أوّلهم وقوله : { وآية } عطف على عيداً وقوله : { منك } صفة لها أي آية كائنة منك دالّة على كمال قدرتك وصحة نبوّتي { وارزقنا } المائدة والشكر عليها { وأنت خير الرازقين } أي : من يرزق ؛ لأنه تعالى خالق الرزق ومعطيه بلا غرض .