قال عيسى عند ذلك { اللَّهُمَّ رَبَّنَآ أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَآءِ تَكُونُ } حال ردّ إلى الاستقبال أي كائنة ، وذلك كقوله
{ فَهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي } [ مريم : 5-6 ] يعني يصدقني في قراءة من رفع .
وقرأ عبد اللّه والأعمش : تكن لنا بالجزم على جواب الدعاء .
{ عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا } أي عائداً من علينا وحجة وبرهاناً والعيد اسم لما اعتد به وعاد إليك من كل شيء ، ومنه قيل : أيام الفطر والأضحى عيد لأنهما يعودان كل سنة .
يا عيد مالك من شوق وإيراق *** ومرّ طيف على الأهوال طراق
اعتاد قلبك من جبينك عود *** شق عناك فأنت عنه تذود
فوا كبدي من لاعج الحب والهوى *** إذا اعتاد قلبي من أميمة عيدها
وأصله عود بالواو ولأنه من عاد يعود إذا رجع فقلبت الواو بالكسرة ما قبلها مثل النيران والميقات والميعاد .
قال السدي : معناه نتخذ اليوم الذي نزلت فيه عيداً نعظمه نحن ومن بعدنا .
وقال الخليل بن أحمد : العيد كل يوم مجمع كأنهم عادوا إليه .
وقال ابن الأنصاري : سمي العيد عيداً للعود من الترح إلى الفرح ، فهو يوم سرور للخلق كلهم ، ألا ترى أن المسجونين لا يطالبون ولا يعاقبون ولا تصطاد فيه الوحوش والطيور ولا ينفذ الصبيان إلى المكتب ، وقيل : سمي عيداً لأن كل إنسان يعود إلى قدر منزلته ، ألا ترى اختلاف ملابسهم وأحوالهم وأفعالهم ، فمنهم من يضيف ، ومنهم من يضاف ، ومنهم من يظلم ، ومنهم من يرحم ، وقيل : سمي بذلك لأنه يوم شريف فاضل تشبيهاً بالعيد ، وهو فحل نجيب كريم ومشهور في العرب وينسبون إليه فيقال : إبل عيدية . قال الراعي :
عيد به طويت على زفراتها *** طي القناطر قد نزلن نزولا
وقوله { لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا } يعني قبل زماننا ولمن يجيء بعدنا .
وقرأ زيد بن ثابت : لأولنا وآخرنا على الجميع .
وقال ابن عباس : يعني نأكل منها آخر الناس كما أكل أولهم .
{ وَآيَةً مِّنْكَ } دلالة وحجة ، { وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ قَالَ اللَّهُ } مجيباً لعيسى { إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.