{ وإنك لعلى خلق عظيم } قيل هو الإسلام والدين ، حكاه الواحدي عن الأكثرين ، قال الحفناوي أقسم أولا بالقلم ثم بسطر الملائكة أو بمسطورهم ، فالقسم به شيئان على ثلاثة أشياء ، نفي الجنون عنه ، وثبوت الأجر له ، وكونه على دين الإسلام ، وقيل هو القرآن ، روي هذا عن الحسن والعوفي ، وقال قتادة : هو ما كان يأتمر به من أمر الله وينتهي عنه من نهي الله ، قال الزجاج المعنى أنك على الخلق الذي أمرك الله به في القرآن ، وقيل هو لرفقه بأمته وإكرامه إياهم ، وقيل المعنى إنك على طبع كريم ، قال الماوردي وهذا هو الظاهر ، وحقيقة الخلق في اللغة ما يأخذ الإنسان نفسه به من الأدب .
عن سعد بن هشام قال : أتيت عائشة فقلت : يا أم المؤمنين " أخبريني بخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : كان خلقه القرآن " ( {[1611]} ) أما تقرأ القرآن { إنك على خلق عظيم } ، أخرجه مسلم وابن المنذر والحاكم وغيرهم ، وعنها قالت : " ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال لبيك ، فلذلك أنزل الله { وإنك لعلى خلق عظيم } " أخرجه ابن مردويه وابن نعيم في الدلائل والواحدي .
وعن أبي الدرداء قال : " سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : كان خلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخط لسخطه " أخرجه البيهقي في الدلائل وابن مردويه وابن المنذر .
وعن أبي عبد الله الحدلي قال : " قلت لعائشة : كيف خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : لم يكن فاحشا ولا متفاحشا ولا صخابا في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة . ولكن يعفو ويصفح " . أخرجه ابن أبي شيبة والترمذي وصححه وابن مردويه . وقيل غير ذلك مما يطول ذكره وهو في كتب الشمائل والسير مستوفى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.