فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ} (10)

{ ولا تطع كل حلاف } أي كثير الحلف بالباطل ، وكفى به مزجرة لمن اعتاد الحلف ، { مهين } فعيل من المهانة ، وهي القلة في الرأي والتمييز ، وقال مجاهد : هو الكذاب ، وقال قتادة : المكثار في الشر ، وكذا قال الحسن : وقيل هو الفاجر العاجز وقيل هو الحقير عند الله ، وقيل هو الذليل ، وقيل هو الوضيع .

وأخرج ابن مردويه عن أبي عثمان النهدي قال : قال مروان لما بايع الناس ليزيد : سنة أبي بكر وعمر ، فقال : عبد الرحمن بن أبي بكر إنها ليست بسنة أبي بكر وعمر ، لكنها سنة هرقل ، فقال مروان : هذا الذي أنزل فيه { والذي قال لوالديه أف لكما } الآية . قال فسمعت ذلك عائشة فقالت : إنها لم تنزل في عبد الرحمن . ولكن نزل في أبيك { ولا تطع كل حلاف مهين } ( {[1613]} ) .


[1613]:راجع دفاع عائشة هذا بالتفصيل في كتاب (الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحافة) مطبعة الإمام، وهو من النوادر وقد تم طباعة الكتاب في بيروت.