{ ولا يسأل حميم حميما } أي لا يسأل قريب قريبه عن شأنه في ذلك اليوم لما نزل بهم من شدة الأهوال التي أذهلت القريب عن قريبه ، والخليل عن خليله كما قال سبحانه : { لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه } وقيل المعنى لا يسأل حميم عن حميم لشغله عنه فحذف الحرف ووصل الفعل .
قرأ العامة يسأل مبنيا للفاعل والمفعول الثاني محذوف أي لا يسأله نصره ولا شفاعته لعلمه أن ذلك مفقود ، وقيل لا يسأل شيئا من حمل أوزاره ، وقرئ على البناء للمفعول والمعنى لا يسأل حميم إحضار حميمه ، وقيل هذه القراءة على إسقاط حرف الجر ، أي لا يسأل حميم عن حميم بل كل إنسان يسأل عن نفسه وعن عمله ، وقيل لا يطالب به ولا يؤخذ بذنبه .
وجملة { يبصرونهم } مستأنفة أو صفة لقوله حميما أي يبصر كل حميم حميمه لا يخفى منهم أحد عن أحد ، وليس في القيامة مخلوق إلا وهو نصب عين صاحبه ولا يتساءلون ولا يكلم بعضهم بعضا لاشتغال كل أحد منهم بنفسه ، وقال ابن زيد يبصر الله الكفار في النار الذين أضلوهم في الدنيا ووهم الرؤساء المتبوعون ، وقيل إن قوله :
{ يبصرونهم } يرجع إلى الملائكة أي يعرفون أحوال الناس لا يخفون عليهم ، وإنما جمع الضميرين في يبصرونهم وهما للحميمين حملا على معنى العموم لأنهما نكرتان في سياق النفي ، قاله السمين والزمخشري ، قال الطيبي : وفيه دليل على أن الفاعل والمفعول الواقعين في سياق النفي يعمان كما التزم في قوله والله لا أشرب ماء من إداوة أنه يعم في المياه والأداوي ، خلافا لبعضهم في الاداوة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.