فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{سَأَلَ سَآئِلُۢ بِعَذَابٖ وَاقِعٖ} (1)

مقدمة السورة:

سورة سأل ويقال سورة المعارج

هي أربع وأربعون آية وهي مكية

قال القرطبي بالاتفاق عن ابن عباس قال نزلت بمكة وعن ابن الزبير مثله .

بسم الله الرحمن الرحيم

{ سأل سائل بعذاب واقع ( 1 ) للكافرين ليس له دافع ( 2 ) من الله ذي المعارج ( 3 ) تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ( 4 ) }

{ سأل سائل } قرأ الجمهور بالهمزة من السؤال وهي اللغة الفاشية ، وهو إما مضمن معنى الدعاء فلذلك عدي بالباء كما تقول دعوت بكذا والمعنى دعا على نفسه { بعذاب واقع } ويجوز أن يكون على أصله والباء بمعنى عن كقوله فاسأل به خبيرا ، وقرئ بغير همزة وهو إما من باب التخفيف بقلب الهمزة ألفا فيكون معناها معنى قراءة من همز أو يكون من السيلان والمعنى سال واد في جهنم يقال له سائل كما قال زيد بن ثابت . ويؤيده قراءة ابن عباس سال سيل أي اندفع واد بعذاب واقع وصيغة الماضي للدلالة على تحقق وقوعه ، وقيل إن سال بمعنى التمس والمعنى التمس ملتمس عذابا .