اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَا يَسۡـَٔلُ حَمِيمٌ حَمِيمٗا} (10)

قوله : { وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } .

قرأ العامة : «يَسْألُ » مبنياً للفاعل ، والمفعول الثاني محذوف ، فقيل : تقديره : لا يسأله نصره ، ولا شفاعته لعلمه أنَّ ذلك مفقود .

وقيل : لا يسأله شيئاً من حمل أو زادٍ .

وقيل : «حَمِيْماً » منصوب على إسقاط الخافض ، أي : عن حميم ، لشغله عنه . قاله قتادة . لقوله تعالى :{ لِكُلِّ امرئ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } [ عبس : 37 ] .

وقرأ أبو{[57886]} جعفر ، وأبو حيوة ، وشيبة ، وابن كثير في رواية قال القرطبيُّ{[57887]} : والبزي عن عاصم : «يُسْألُ » مبنياً للمفعول .

فقيل : «حميماً » مفعول ثان لا على إسقاط حرف ، والمعنى : لا يسأل إحضاره .

وقيل : بل هو على إسقاط «عَنْ » ، أي : عن حميم ، ولا ذو قرابة عن قرابته ، بل كل إنسان يُسأل عن عمله ، نظيره : { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ }[ المدثر : 38 ] .


[57886]:ينظر: السبعة 650، والحجة 6/320، والبحر المحيط 6/326، والمحرر الوجيز 5/366، والدر المصون 6/376.
[57887]:الجامع لأحكام القرآن 18/165.