فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{بَلِ ٱلۡإِنسَٰنُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ بَصِيرَةٞ} (14)

{ بل الإنسان على نفسه بصيرة } قال الأخفش جعله هو البصيرة كما تقول للرجل أنت حجة على نفسك ، وقيل المعنى أن جوارحه تشهد عليه بما عمل كما في قوله { يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم ، وأرجلهم بما كانوا يعملون } فيكون المعنى بل جوارح الإنسان عليه شاهدة ، قال أبو عبيدة والقتيبي أن هذه الهاء في البصيرة هي التي يسميها أهل الإعراب هاء المبالغة كما في قولهم علامة ، وقيل المراد بالبصيرة الكاتبان اللذان يكتبان ما يكون منه من خير وشر ، والتاء على هذا للتأنيث . وقال الحسن : أي بصير بعيوب نفسه ، وقال ابن عباس : شهد على نفسه وحده ، وعنه قال سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه .