{ لا أقسم بيوم القيامة } قال أبو عبيدة وجماعة من المفسرين أن ( لا ) زائدة والتقدير أقسم ، قال السمرقندي أجمع المفسرون أن معنى { لا أقسم } أقسم ، واختلفوا في تفسير لا فقال بعضهم هي زائدة وزيادتها جارية في كلام العرب كقوله { ما منعك أن لا تسجد } يعني أن تسجد { ولئلا يعلم أهل الكتاب } .
واعترضوا هذا بأنها إنما تزاد في وسط الكلام لا في أوله ، وأجيب بأن القرآن في حكم سورة واحدة متصل بعضه ببعض ، يدل على ذلك أنه قد يجيء ذكر الشيء في سورة ويذكر جوابه في سورة أخرى كقوله تعالى : { يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون } وجوابه في سورة أخرى { ما أنت بنعمة ربك بمجنون } وإذا كان كذلك كان أول هذه السورة جاريا مجرى الوسط ، ورد هذا بأن القرآن في حكم السورة الواحدة في عدم التناقض ، لا في أن تقرن سورة بما بعدها فذلك غير جائز .
وقال الزمخشري إدخال لا النافية على فعل القسم مستفيض في كلامهم وأشعارهم ، وفائدتها توكيد القسم ، وقال بعضهم هي رد لكلامهم حيث أنكروا البعث كأنه قال ليس الأمر كما ذكرتم ، أقسم بيوم القيامة ، وهذا قول الفراء وكثير من النحويين ، كقول القائل لا والله ف { لا } رد لكلام قد تقدمها ، وقيل هي للنفي لكن لا لنفي الأقسام بل لنفي ما ينبئ عنه من إعظام المقسم به وتفخيمه ، كأن معنى لا أقسم بكذا لا أعظمه بإقسامي به حق إعظامه ، فإنه حقيق بأكثر من ذلك ، وقيل إنها لنفي الإقسام لوضوح الأمر ، وقد تقدم الكلام على هذا في تفسير قوله { فلا اقسم بمواقع النجوم } .
وقرأ الحسن وابن كثير في رواية عنه والزهري وابن هرمز { لأقسم } بدون ألف على أن اللام لام الابتداء والقول الأول هو أرجح الأقوال ، وقد اعترض عليه ، الرازي بما لا يقدح في قوته ولا يفت في عضد رجحانه .
وإقسامه سبحانه بيوم القيامة لتعظيمه وتفخيمه ، ولله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته ، قال سعيد بن جبير سألت ابن عباس عن قوله { لا أقسم بيوم القيامة } قال يقسم ربك بما شاء من خلقه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.