فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَلَّن نَّجۡمَعَ عِظَامَهُۥ} (3)

{ أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه } المراد بالإنسان الجنس ، وقيل الإنسان الكافر والهمزة للإنكار وأن هي المخففة من الثقيلة واسمها ضمير شأن محذوف والمعنى أيحسب الإنسان أن الشأن أن لن نجمع عظامه بعد أن صارت رفاتا مختلطة بالتراب ، وبعد ما نسفتها الريح فطيرتها في أباعد الأرض فنعيدها خلقا جديدا ، وذلك الحسبان باطل فإنا نجمعها ، وما يدل عليه هذا الكلام هو جواب القسم .

قال الزجاج : أقسم ليجمعن العظام للبعث فهذا جواب القسم ، وقال النحاس جوابه محذوف أي لتبعثن ، والمعنى أن الله سبحانه يبعث جميع أجزاء الإنسان ، وإنما خص العظام لأنها قالب الخلق ( {[1663]} ) .


[1663]:قال البغوي: نزلت في عدي بن ربيعة حليف بني زهرة خَتَن الأخنس بن شريق الثقفي، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم اكفني جَارَيِ السوء، يعني عديا والأخنس، وذلك أن عدي بن ربيعة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد حدثني عن القيامة متى تكون؟ وكيف أمرها وحالها؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لو عاينتُ ذلك اليوم لم أصدقك ولم أؤمن بك، أو يجمع الله العظام؟! فأنزل الله عز وجل:(أيحسب الإنسان) يعني الكافر (أن لن نجمع عظامه) بعد التفرق والبلي فنحييه قبل ذكر العظام، وذكره كذلك بغير سند القرطبي والخازن. والله أعلم. وفي القرطبي و" البحر المحيط": وقيل: نزلت في أبي جهل.