قوله : { يا أيتها النفس المطمئنة } .
قرأ العامة : «يا أيَّتُها النَّفسُ » بتاء التأنيث .
وقرأ زيد{[60179]} بن علي : «يا أيُّهَا » ، كنداء المذكر ، ولم يجوز ذلك أحد ، إلا صاحب البديع ، وهذه شاهدة له ، وله وجه : وهو أنها كما لم تطابق صفتها تثنية وجمعاً ، جاز ألاَّ يطابقها تأنيثاً ، تقول : يا أيها الرجلان ، يا أيها الرجل .
لما وصف حال من اطمأن إلى الدُّنيا ، وصف حال من اطمأنَّ إلى معرفته وعبوديته ، وسلم أمره إلى الله - تعالى - .
وقيل : هذا كلام الباري تعالى ، إكراماً له كما كلَّم موسى عليه السلام .
وقيل : هو من قول الملائكة لأولياء الله تعالى .
قال مجاهد وغيره : «المُطْمئنَّة » : الساكنة الموقنة ، أيقنت أن الله تعالى ربها ، فأجيبت لذلك{[60180]} .
وقال ابنُ عبَّاسٍ : المطمئنة بثواب الله{[60181]} ، وعن الحسن - رضي الله عنه - : المؤمنة الموقنة{[60182]} .
وعن مجاهدٍ أيضاً : الراضية بقضاءِ الله{[60183]} .
وقال مقاتلٌ : الآمنة من عذاب الله{[60184]} تعالى .
وفي حرف أبي كعب{[60185]} : «يا أيتها النفس الآمنة المطمئنة » .
وقيل : التي عملت على يقين بما وعد الله تعالى ، في كتابه .
وقال ابن كيسان : المطمئنة - هنا - : المخلصة وقيل : المطمئنة بذكر الله تعالى ؛ لقوله تعالى : { الذين آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ الله } [ الرعد : 28 ] وقيل : المطمئنة بالإيمان ، المصدقة بالبعث والثواب .
وقال ابن زيدٍ : المطمئنة ، التي بشرت بالجنة ، عند الموت ، أو عند البعث ، ويوم الجمع{[60186]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.