الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَلَمَّآ أَنجَىٰهُمۡ إِذَا هُمۡ يَبۡغُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۗ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَا بَغۡيُكُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۖ مَّتَٰعَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ ثُمَّ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُكُمۡ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (23)

وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم والخطيب في تاريخه والديلمي في مسند الفردوس عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « ثلاث هن رواجع على أهلها ، المكر ، والنكث ، والبغي ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم } { ولا يحيق المكر السيِّيء إلا بأهله } [ فاطر : 43 ] { ومن نكث فإنما ينكث على نفسه } [ الفتح : 10 ] » .

وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن نفيل الكناني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث « قد فرغ الله من القضاء فيهن لا يبغين أحدكم ، فإن الله تعالى يقول { يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم } ولا يمكرن أحد فإن الله تعالى يقول { ولا يحيق المكر السيِّيء إلا بأهله } [ فاطر : 43 ] ولا ينكث أحد فإن الله يقول { ومن نكث فإنما ينكث على نفسه } [ الفتح : 10 ] » .

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لا تبغ ولا تكن باغياً ، فإن الله يقول { إنما بغيكم على أنفسكم } » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الزهري قال : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال « لا تبغ ولا تكن باغياً فإن الله يقول { إنما بغيكم على أنفسكم } » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لا يؤخر الله عقوبة البغي فإن الله قال { إنما بغيكم على أنفسكم } » .

وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي بكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « ما من ذنب أجدر من أن يعجل الله لصاحبه العقوبة من البغي وقطيعة الرحم » .

وأخرج أبو داود والبيهقي في الشعب عن عياض بن جابر . أن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ، ولا يفخر أحد على أحد .

وأخرج البيهقي في الشعب من طريق بلال بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا يبغي على الناس إلا ولد بغي أو فيه عرق منه » .

وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن رجاء بن حيوة . أنه سمع قاصاً في مسجد مِنى يقول : ثلاث خلال هن على من عمل بهن البغي ، والمكر ، والنكث ، قال الله { إنما بغيكم على أنفسكم } { ولا يحيق المكر السيىء إلا بأهله } [ فاطر : 43 ] { ومن نكث فإنما ينكث على نفسه } [ الفتح : 10 ] ثم قال : ثلاث خلال لا يعذبكم الله ما عملتم بهن : الشكر ، والدعاء ، والاستغفار ، ثم قرأ { ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم } [ فاطر : 43 ] { قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم } [ الفتح : 10 ] و { ما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } [ الأنفال : 33 ] .

وأخرج أبو الشيخ عن مكحول قال : ثلاث من كن فيه كن عليه : المكر والبغي والنكث . قال الله { إنما بغيكم على أنفسكم } .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لو بغى جبل على جبل لدك الباغي منهما » .

وأخرج ابن مردويه من حديث ابن عمر رضي الله عنه . مثله .

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي جعفر محمد بن علي رضي الله عنه قال : « ما من عبادة أفضل من أن يسأل ، وما يدفع القضاء إلا الدعاء ، وإن أسرع الخير ثواباً البر ، وأسرع الشر عقوبة البغي ، وكفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه ، وأن يأمر الناس بما لا يستطيع التحوّل عنه ، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه » .