الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَلَمَّآ أَنجَىٰهُمۡ إِذَا هُمۡ يَبۡغُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۗ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَا بَغۡيُكُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۖ مَّتَٰعَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ ثُمَّ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُكُمۡ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (23)

و{ يَبْغُونَ } : معناه : يُفسدون .

وقوله : { مَّتَاعَ الحياة الدنيا } [ يونس : 23 ]

متاع : خبر مبتدأ محذوفٍ ، تقديره هو متاع ، أو ذلك مَتَاعٌ ، ومعنى الآية : إِنما بغيكم وإِفسادكم مُضِرٌّ لكم ، وهو في حالة الدنيا ، ثم تَلْقَوْنَ عقابه في الآخرة ، قال سفيان بن عُيَيْنة : إِنما بغيكم علَى أنفسِكُمْ متاع الحياة الدنيا : أي تُعَجَّلُ لكم عقوبته ؛ وعلى هذا قالوا : البَغْيُ يَصْرَعُ أهله .

قال ( ع ) : وقالوا : البَاغِي مصروعٌ : قال تعالى : { ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ الله } [ الحج : 60 ] ، وقال النبيُّ عليه السلام : ( ما ذَنْبٌ أَسْرَعُ عُقُوبَةً مِنْ بَغْيٍ ) .