{ فلما أنجاهم إذا هم يبعثون في الأرض }[ 23 ، والفلك تذكر ، وتؤنث ، وتكون واحدا وجمعا{[30746]} ( فمن جعلهما جمعا ){[30747]} جعل واحدهما فلكا كوُثْن ووثَن{[30748]} .
وقوله : { إذا كنتم } ، ثم قال : { وجرين } فهذا من الرجوع من المخاطبة إلى الإخبار ، ثم قال إخبارا عن فعلهم :
{ فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق }[ 23 ] أي : يكفرون ، ويعملون بالمعاصي على ظهر الأرض{[30749]} .
وأصل النجاء : البعد من المكروه ومنه الاستنجاء ، لأن الإنسان يبعد به عن نفسه الأذى .
ثم قال تعالى : { يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم }[ 23 ] :
أي{[30750]} : عليها يرجع{[30751]} . وإياها تظلمون . وهذا{[30752]} الذي أنتم فيه متاع الحياة الدنيا{[30753]} .
والبغي في اللغة : التطارح في الفساد{[30754]} .
ومن قرأ { متاع } بالرفع{[30755]} احتمل أن يكون خبر بغيكم{[30756]} ، ويجوز أن يكون خبر ابتداء محذوف ، وتكون{[30757]} { على أنفسكم } خبر بغيكم{[30758]} . وتقدير ذلك ( متاع الحياة الدنيا ) أو{[30759]} ( هو متاع الحياة الدنيا{[30760]} ، وبين{[30761]} الرفعين فرق{[30762]} : وذلك{[30763]} أنك إذا رفعت ( متاع ) على أنه خبر ( بغيكم ) كان المعنى : إنما بغي بعضكم على بعض متاع الحياة الدنيا مثل : { فسلموا على أنفسكم }{[30764]} ، و{ لقد جاءكم رسول من أنفسكم }[ 129 ]{[30765]} .
وإذا رفعت ( المتاع ) على إضمار مبتدأ ، وجعلت ( على أنفسكم ) خبر بغيكم كان المعنى : إنما فسادكم راجع عليكم مثل : { وإن أسأتم فلها }[ 7 ]{[30766]} وهو معنى قراءةن قرأ بالنصب{[30767]} . ويكون النصب على المصدر ، أي : تمتعون متاع الحياة الدنيا{[30768]} .
{ ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون }[ 23 ] : أي : إلينا ترجعون في الآخرة ، فنخبركم بعملكم ، ونجازيكم عليه{[30769]} .
{ بغير الحق } : وقف{[30770]} . { على أنفسكم }( وقف ){[30771]} ، إن جعلت { متاع الحياة الدنيا }[ 23 ] منصوبا ، ( أ ) ومرفوعا على إضمار مبتدأ{[30772]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.