{ ومن شَرِّ غاسقٍ إذا وَقَبَ } فيه أربعة تأويلات :
أحدها : يعني الشمس إذا غربت ، قاله ابن شهاب .
الثاني : القمر إذا ولج ، أي دخل في الظلام .
روى أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أنها قالت : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ثم نظر إلى القمر فقال : " يا عائشة ، تعوذي بالله من شر غاسقٍ إذا وقب ، وهذا الغاسق إذا وقب " {[3378]} .
الثالث : أنه الثريا إذا سقطت ، وكانت الأسقام والطواعين تكثر عند وقوعها ، وترتفع عند طلوعها ، قاله ابن زيد .
الرابع : أنه الليل ؛ لأنه يخرج السباع من آجامها ، والهوام من مكامنها ، ويبعث أهل الشر على العبث والفساد ، قاله ابن عباس والضحاك وقتادة والسدي ، قال الشاعر :
يا طيْفَ هِنْدٍ لقد أبقيْتَ لي أرَقا *** إذ جئْتَنا طارِقاً والليلُ قد غَسَقا
وأصل الغسق الجريان بالضرر ، مأخوذ من قولهم : غسقت القرحة إذا جرى صديدها ، والغسّاق : صديد أهل النار ، لجريانه بالعذاب ، وغسقت عينه إذا جرى دمعها بالضرر في الحلق{[3379]} .
فعلى تأويله أنه الليل في قوله :{ إذا وقب }أربعة تأويلات :
أحدها : إذا أظلم ، قاله ابن عباس .
الثاني : إذا دخل ، قاله الضحاك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.