الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيۡهِ قَالُواْ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهۡلَنَا ٱلضُّرُّ وَجِئۡنَا بِبِضَٰعَةٖ مُّزۡجَىٰةٖ فَأَوۡفِ لَنَا ٱلۡكَيۡلَ وَتَصَدَّقۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَجۡزِي ٱلۡمُتَصَدِّقِينَ} (88)

أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر } أي الضر في المعيشة .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { وجئنا ببضاعة } قال : دراهم { مزجاة } قال : كاسدة غير طائلة .

وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { ببضاعة مزجاة } قال : رثة المتاع ، خلق الحبل والغرارة والشيء .

وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - { ببضاعة مزجاة } قال : الورق الردية الزيوف ، التي لا تنفق حتى يوضع فيها .

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وأبو الشيخ ، عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله { ببضاعة مزجاة } قال : قليلة .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله { ببضاعة مزجاة } قال : دراهم زيوف .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن سعيد بن جبير وعكرمة - رضي الله عنهما - في قوله { ببضاعة مزجاة } قال أحدهما : ناقصة . وقال الآخر : فلوس رديئة .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن عبد الله بن الحارث - رضي الله عنه - في قوله { ببضاعة مزجاة } قال : متاع الإِعراب ، الصوف والسمن .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن أبي صالح - رضي الله عنه - في قوله { ببضاعة مزجاة } قال : حبة الخضراء ، وصنوبر وقطن .

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { ببضاعة مزجاة } قال : ببعيرات وبقرات عجاف .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله { مزجاة } قال : كاسدة .

وأخرج ابن النجار ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { ببضاعة مزجاة } قال : سويق المقل .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن مالك بن أنس - رضي الله عنهما - أنه سئل عن أجر الكيالين : أيؤخذ من المشتري ؟ قال : الصواب - والذي يقع في قلبي - أن يكون على البائع . وقد قال إخوة يوسف عليهم السلام : { أوف لنا الكيل وتصدق علينا } . وكان يوسف عليه السلام هو الذي يكيل .

وأخرج ابن جرير ، عن إبراهيم - رضي الله عنه - قال : في مصحف عبد الله «فأوف لنا الكيل وأوقر ركابنا » .

وأخرج ابن جرير ، عن سفيان بن عيينة - رضي الله عنه ، أنه سئل : هل حرمت الصدقة على أحد من الأنبياء قبل النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : ألم تسمع قوله { فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين } .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير قال : الأنبياء عليهم السلام لا يأكلون الصدقة ، إنما كانت دراهم نفاية لا تجوز بينهم ، فقالوا : تجوّز عنا ولا تُنْقِصْنا من السعر لأجل رديء دراهمنا .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ ، عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله { وتصدق علينا } قال : اردد علينا أخانا .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - أن رجلاً قال له : تصدق عليَّ ، تصدق الله عليك بالجنة ، فقال : ويحك ، إن الله لا يتصدق ، ولكن الله يجزي المتصدقين .

وأخرج أبو عبيد وابن المنذر ، عن مجاهد - رضي الله عنه - أنه سئل : أيكره أن يقول الرجل في دعائه : اللهم تصدق علي ؟ فقال نعم إنما الصدقة لمن يبتغي الثواب .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ثابت البناني - رضي الله عنه - قال : قيل لبني يعقوب : إن بمصر رجلاً يطعم المسكين ويملأ حجر اليتيم . قالوا : ينبغي أن يكون هذا منا أهل البيت ، فنظروا فإذا هو يوسف بن يعقوب .