الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{ٱقۡرَأۡ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكَ حَسِيبٗا} (14)

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي رضي الله عنه في الآية قال : الكافر يخرج له يوم القيامة كتاب ، فيقول : رب ، إنك قد قضيت . إنك لست بظلام للعبيد ، فاجعلني أحاسب نفسي . فيقال له : { اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً } .

وأخرج أبو عبيد وابن المنذر ، عن هرون قال : في قراءة أبي بن كعب رضي الله عنه { وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه } يقرؤه يوم القيامة { كتاباً يلقاه منشوراً } .

وأخرج ابن جرير ، عن مجاهد رضي الله عنه أنه قرأ « ويخرج له يوم القيامة كتاباً » بفتح الياء يعني يخرج الطائر كتاباً .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { اقرأ كتابك } قال : سيقرأ يومئذ من لم يكن قارئاً في الدنيا .

وأخرج ابن جرير ، عن الحسن رضي الله عنه قال : يا ابن آدم بسطت لك صحيفة ، ووكل بك ملكان كريمان ، أحدهما عن يمينك والآخر عن يسارك ، حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك ، حتى تخرج يوم القيامة .

فعند ذلك يقول : { وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه } حتى بلغ عليك { حسيباً } .

وأخرج ابن عبد البر في التمهيد بسند ضعيف ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : سألت خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين ؟ فقال : «هم مع آبائهم » ثم سألته بعد ذلك ؟ فقال : «الله أعلم بما كانوا عاملين » ثم سألته بعد ما استحكم الإسلام ؟ ! فنزلت { ولا تزر وازرة وزر أخرى } فقال : «هم على الفطرة » أو قال : «في الجنة » .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : حدثني الصعب بن جثامة رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ، إني قضيت في البنات من ذراري المشركين ؟ قال : «هم منهم » .

وأخرج ابن سعد وأحمد وقاسم بن أصبغ وابن عبد البر ، عن خنساء بنت معاوية الضمرية ، عن عمها قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «النبي في الجنة ، والشهيد في الجنة ، والمولود في الجنة ، والوئيد في الجنة » .

وأخرج قاسم بن أصبغ وابن عبد البر ، عن أنس رضي الله عنه قال : سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين ؟ قال : «هم خدم أهل الجنة » .

وأخرج ، عن سلمان رضي الله عنه قال : أطفال المشركين خدم أهل الجنة .

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن عبد البر وضعفه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المسلمين أين هم ؟ قال : «في الجنة » وسألته عن ولدان المشركين أين هم ؟ قال : «في النار ، قلت : يا رسول الله ، لم يدركوا الأعمال ولم تجر عليهم الأقلام ! قال : «ربك أعلم بما كانوا عاملين ، والذي نفسي بيده لئن شئت أسمعتك تضاغيهم في النار » .

وأخرج أحمد وقاسم بن أصبغ وابن عبد البر ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنت أقول : في أطفال المشركين هم مع آبائهم ، حتى حدثني رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل عنهم ؟ فقال : «ربهم أعلم بهم وبما كانوا عاملين » فأمسكت عن قولي .

وأخرج قاسم بن أصبغ وابن عبد البر ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل ، عن أولاد المشركين ؟ فقال : «الله أعلم بما كانوا عاملين والله أعلم » .