تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱقۡرَأۡ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكَ حَسِيبٗا} (14)

الآية14 : وقله تعالى : { اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا } قيل : شهيدا ، وقيل : كافيا وحاسبا ، وهو واحد ، لأن المؤمن بما سبق من صالحاته ، يقف فيها ، لا يقطع القول فيها لرجائه في رحمته ، ولخوفه من مساوئه فلا يشهد على نفسه بالعقوبة . وأما الكافر يشهد على نفسه بالنار لما لم يكن له ما يطمع ( في ) {[10716]} رحمته .

وقوله تعالى : { اقرأ كتابك }أي نخرج { له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا } فيقال له : { قرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا } . وفي ذلك لطف عظيم بقراءة كتابه بأي لسان كان لأنه لم يبين لسان يكتب ، ثم يتذكر جميع ما عمل في عمره ، وقد ينسى الرجل عملا ، يعمل في أدنى مدة ، لكن هنا يتذكر في ساعة ووهلة ما كان عاملا فيه .


[10716]:في الأصل و.م: أن.