الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِذَآ أَرَدۡنَآ أَن نُّهۡلِكَ قَرۡيَةً أَمَرۡنَا مُتۡرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيۡهَا ٱلۡقَوۡلُ فَدَمَّرۡنَٰهَا تَدۡمِيرٗا} (16)

وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { أمرنا مترفيها } قال أمروا بالطاعة فعصوا .

وأخرج ابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب رضي الله عنه قال : سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول ؛ في قوله : { وإذا أردنا أن نهلك قرية } الآية . قال : { أمرنا مترفيها } بحق ، فخالفوه ، فحق عليهم بذلك التدمير .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها } قال : سلطنا شرارها فعصوا فيها ، فإذا فعلوا ذلك ، أهلكناهم بالعذاب .

وهو قوله : { وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها } [ الأنعام : 123 ] .

وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله وجل : { أمرنا مترفيها } قال : سلطنا عليهم الجبابرة فساموهم سوء العذاب . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول :

أن يعطبوا يبرموا وإن أمروا *** يوماً يصيروا للهلك والفقد

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن أبي العالية رضي الله عنه - كان يقرأ { أمرنا مترفيها } مثقلة . يقول : أمرنا عليهم أمراء .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قرأ «آمرنا مترفيها » يعني بالمد . قال : أكثرنا فساقها .

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر ، عن عكرمة - رضي الله عنه - أنه قرأ { أمرنا مترفيها } قال : أكثرناهم .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه { أمرنا مترفيها } قال : أكثرنا .

وأخرج البخاري وابن مردويه ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كنا نقول للحي إذا كثروا في الجاهلية قد أمروا بني فلان .