{ وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إملاق } أملق الرجل : لم يبق له إلاّ الملقات ، وهي الحجارة العظام الملس ، قال الهذلي يصف صائداً :
أتيح لها أقيدر ذو خشيف *** إذا سامت على الملقات ساما
الأقيدر تصغير الأقدر : وهو الرجل القصير ، والخشيف من الثياب : الخلق ، وسامت : مرّت ، ويقال : أملق : إذا افتقر وسلب الدهر ما بيده . قال أوس :
وأملق ما عندي خطوب تنبل *** . . .
نهاهم الله سبحانه عن أن يقتلوا أولادهم خشية الفقر ، وقد كانوا يفعلون ذلك ، ثم بيّن لهم أن خوفهم من الفقر حتى يبلغوا بسبب ذلك إلى قتل الأولاد لا وجه له ، فإن الله سبحانه هو الرازق لعباده ، يرزق الأبناء كما يرزق الآباء ، فقال : { نحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم } ولستم لهم برازقين حتى تصنعوا بهم هذا الصنع ، وقد مرّ مثل هذه الآية في الأنعام ثم علل سبحانه النهي عن قتل الأولاد لذلك بقوله : { إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا } . قرأ الجمهور بكسر الخاء وسكون الطاء وبالهمز المقصور .
وقرأ ابن عامر ( خطأ ) بفتح الخاء والطاء والقصر في الهمز ، يقال : خطئ في دينه خطئاً : إذا أثم ، وأخطأ : إذا سلك سبيل خطأً عامداً أو غير عامد . قال الأزهري ، خطئ يخطأ خطئاً ، مثل : أثم يأثم إثماً ، إذا تعمد الخطأ ، وأخطأ : إذا لم يتعمد إخطاء وخطأ ، قال الشاعر :
دَعِيني إنما خطاء وصدا *** عليَّ وأَنَّ مَا أهلكتُ ، مالي
والخطأ : الاسم يقوم مقام الأخطاء ، وفيه لغتان : القصر ، وهو الجيد ، والمدّ وهو قليل . وقرأ ابن كثير بكسر الخاء وفتح الطاء ومد الهمز . قال النحاس : ولا أعرف لهذه القراءة وجهاً ، وكذلك جعلها أبو حاتم غلطاً . وقرأ الحسن ( خطا ) بفتح الخاء والطاء منوّنة من غير همز .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.