ثم قال [ تعالى {[40853]} ] : { ولا تقتلوا أولادكم خشية أملاق } [ 31 ] .
هذا نهي {[40854]} عما كانت العرب تفعله . كانت {[40855]} تقتل البنات خوف الفقر [ والإملاق ] {[40856]} والفاقة ، فأخبرهم الله [ عز وجل ] {[40857]} أن أرزاقهم {[40858]} وأرزاق {[40859]} أولادهم على الله [ عز وجل ] {[40860]} .
وتقتلوا في موضع/نصب عطف على : { وقضى ربك ألا تعبدوا } [ 23 ] {[40861]} ولا تقتلوا " . و[ قيل {[40862]} ] : هي في موضع جزم على النهي . وكذلك : { ولا تقربوا الزنى } [ 23 ] .
" ولا تقتلوا " : و ما بعده هو كله عند الطبري منصوب محمول على :
{ وقضى ربك ألا تعبدوا } {[40863]} وينقض عليه هذا التقدير قوله : " ولا تقف " وقوله : " ولا تمش " ، فهذا مجزوم على النهي بلا اختلاف ، فما {[40864]} قبله مما عطف عليه [ مثله مجزوم {[40865]} ] وعلى ذلك أكثر العلماء ، وهو الصواب إنشاء الله [ عز وجل ] {[40866]} .
ومعنى " كان خطئا " : على قراءة نافع {[40867]} كان إثما كبيرا {[40868]} . لأنه يقال : خطئ يخطا خطئا فهو خ[ ا ]طىء {[40869]} كإثم يأثم [ إثما ] {[40870]} فهو آثم ، وذلك إذا أتى الذنب عمدا {[40871]} . ومعنى الآية : يدل [ على {[40872]} ] هذه القراءة لأنهم كانوا يتعمدون قتل البنات خوف الفقر . وقيل إن هذه القراءة لغة في الخطأ والخطأ ما لم يتعمد فجاء فيه فعل وفعل كل يقول قتب وقتب ، ونجس ونجس .
وقراءة ابن ذكوان : " خطأ " بفتح الخاء والطاء {[40873]} . ومعناها : كان غير صواب . الخطأ ما لم يتعمد فعله يقال أخطأ الرجل يخطي أخطاء إذا لم يتعمد . والخطأ الاسم منه {[40874]} .
وزعم أبو عبيدة {[40875]} أن الخطء {[40876]} [ والخطا {[40877]} ] مما {[40878]} تعمد كلاهما {[40879]} من خطئة فالخطأ الاسم منه والخطا المصدر بمنزلة حذر حذرا {[40880]} .
وقرأ ابن كثير {[40881]} " خطاء " بالمد وكسر الخاء {[40882]} . وقرأ الحسن بفتح الخاء والمد {[40883]} .
و {[40884]} أنكرهما النحاس {[40885]} ، ووجههما ظاهر . وقد قال امرؤ القيس {[40886]} في وصف فرسه :
لها وثبات كصرب السحاب *** فواد خطاء وواد مهر {[40887]}
ويروى بفتح الخاء ، رواه أبو حات بالفتح لقراءة الحسن . ورواه أبو عبيدة " فواد خطيط " {[40888]} . قال الأصمعي : الخطيطة : أرض لم تمطر بين أرضين ممطورتين {[40889]} . فكان فرسه يثب واديا لا يؤثر فيه ويؤثر في آخر ، فشبه {[40890]} ما يؤثر فيه بالواد الممطور {[40891]} . وما لم يؤثر فيه بالواد الخطيط . فهذا تمثيل .
وقال ابن الإعرابي : " فواد خطا " أي يخطو واديا ، وواد مطر . أي تعدو [ و {[40892]} ] ديا . فتكون [ خطاء {[40893]} ] : جمع خطوة ، مثل : صفوة وصفاء . [ فيكو {[40894]} ] معنى القراءة على هذا المعنى ، إن قتلهم كان تركا للحق ومجاوزة إلى {[40895]} الباطل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.