الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ ٱلۡعَظۡمُ مِنِّي وَٱشۡتَعَلَ ٱلرَّأۡسُ شَيۡبٗا وَلَمۡ أَكُنۢ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّٗا} (4)

وأخرج الحاكم وصححه ، عن ابن مسعود قال : كان آخر أنبياء بني إسرائيل زكريا بن إدريس من ذرية يعقوب دعا ربه سراً ، قال : { رب إني وهن العظم مني } إلى قوله : { خفت الموالي من ورائي } وهم العصبة { يرثني ويرث } نبوة { آل يعقوب } { فنادته الملائكة } وهو جبريل { إن الله يبشرك بغلام اسمه يحيى } فلما سمع النداء ، جاءه الشيطان فقال : يا زكريا ، إن الصوت الذي سمعت ليس من الله ، إنما هو من الشيطان يسخر بك ، فشك وقال : { أنى يكون لي غلام } يقول : من أين يكون ؟ { وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر } ! قال الله : { قد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً } .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير في قوله : { وهن العظم مني } يقول : ضعف .

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { وهن العظم مني } قال : نحول العظم .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { ولم أكن بدعائك رب شقياً } قال : قد كنت تُعَودني الإجابة فيما مضى .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عيينة في قوله : { ولم أكن بدعائك رب شقياً } يقول : سعدت بدعائك وإن لم تعطني .