الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ ٱلۡعَظۡمُ مِنِّي وَٱشۡتَعَلَ ٱلرَّأۡسُ شَيۡبٗا وَلَمۡ أَكُنۢ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّٗا} (4)

وقال السدي{[43826]} : رغب زكريا في الولد ، فقام يصلي ، ثم دعا ربه سرا فقال : ( رب إني وهن العظم مني ) إلى قوله ( واجعله رب رضيا ){[43827]} .

ومعنى ( وهن العظم ) ضعف ورق من الكبر .

وقوله : { واشتعل الرأس شيبا }[ 3 ] .

أي : كثر الشيب في الرأس . ونصب ( شيبا ) على المصدر ، لأن معنى اشتعل ، شاب .

وقال الزجاج : نصبه على التمييز . أي : اشتغل من الشيب{[43828]} .

وروى أبو صالح{[43829]} عن ابن عباس أن زكريا كان من أولاد هارون من أجل أحبار{[43830]} بني إسرائيل ، ثم تنبأه الله جل ذكره .

قوله : { ولم أكن بدعائك رب شقيا }[ 3 ] .

أي : لم أشق بدعائي إياك{[43831]} قط ، لأنك عودتني الإجابة إذا دعوتك حاجتي{[43832]} .


[43826]:هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي، تابعي (ت 127 هـ) له ترجمة في تهذيب التهذيب 1/313. وطبقات المفسرين 1/110.
[43827]:انظر: جامع البيان 16/45-46.
[43828]:معاني الزجاج 3/319.
[43829]:هو بادام (ويقال باذان)، أبو صالح مولى أم هاني بنت أبي طالب، ليس بثقة في التفسير عند الجمهور، انظر: تذكرة الحفاظ 1/89 وتهذيب التهذيب 1/416 وطبقات الحفاظ.
[43830]:انظر: المصدر السابق.
[43831]:(إياك) سقط من (ز).
[43832]:(ز): في حاجتي.