اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِن تَجۡهَرۡ بِٱلۡقَوۡلِ فَإِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخۡفَى} (7)

وأما العلم فقوله : { وَإنْ تَجْهَرْ بِالقَوْلِ فَإنَّهُ يَعْلَمُ السّرَّ وَأَخْفَى } قال الحسن{[23113]} السر{[23114]} : ما أسر الرجل إلى غيره ، وأخفى من ذلك ما أسر في نفسه . وعن ابن عباس وسعيد بن جبير : السر ما تسر في نفسك ، وأخفى من السر : ما يلقيه الله في قلبك من بعد ، ولا تعلم أنك ستحدث به نفسَك لأنك تعلم ما تسر اليوم ولا تعلم اليوم ولا تعلم ما تسر غدا ، والله يعلم ما أسررت اليوم وما تسر غدا .

وقال عليّ بن أبي طلحة{[23115]} عن ابن عباس : السِّرُّ ما أٍر ابن آدم في نفسه ، وأخفى : ما خفي عليه مما هو فاعله قبل أن يعلمه .

وقل مجاهد : السِّرُّ العمل الذي يُسِرُّ من الناس وأخفى : الوسوسة وقيل : السِّرُّ هو العزيمة ( وأخفى : ما يخطر على القلب ولم يعزم عليه . وقال زيد بن أسلم : " يَعْلَمُ السِّرَّ " {[23116]} وأخْفَى " أي : يعلم أسرار العباد ، وأخفى سره من{[23117]} عباده فلا يعلمه أحد{[23118]} .

قوله : { وَأخْفَى } جوزوا فيه وجهين :

أحدهما : أنه أفعل تفضيل ، أي : وأخفى من السر{[23119]} .

والثاني : أنه فعل ماض ، أي : وأخفى عن{[23120]} عباده غيبه كقوله : { وَلاَ يُحيطُونَ بِهِ عِلْماً }{[23121]} .


[23113]:من هنا نقله ابن عادل عن البغوي 5/411 – 412.
[23114]:السر: سقط في الأصل.
[23115]:هو علي بن أبي طلحة سالم الهاشمي. مولاهم أبو الحسن الجزري ثم الحمصي، أخذ عن ابن عباس، وعن مجاهد والقاسم، وأخذ عنه ثور بن يزيد، ومعمر والثوري. مات سنة 143 هـ خلاصة تذهيب الكمال 2/25.
[23116]:ما بين القوسين سقط من ب.
[23117]:في ب: عن.
[23118]:آخر ما نقله هنا عن البغوي 5/411 – 412.
[23119]:انظر البيان 2/138، التبيان 2/885، البحر المحيط 2/226.
[23120]:في ب: من.
[23121]:من قوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما} [طه: 110]. انظر التبيان 2/885- البحر المحيط 6 /226 – 227.