الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَعَلَّمۡنَٰهُ صَنۡعَةَ لَبُوسٖ لَّكُمۡ لِتُحۡصِنَكُم مِّنۢ بَأۡسِكُمۡۖ فَهَلۡ أَنتُمۡ شَٰكِرُونَ} (80)

79

وأخرج عن السدي في قوله : { وعلمناه صنعة لبوس لكم } قال : هي دروع الحديد { لتحصنكم من بأسكم } قال : من رتع السلاح فيكم .

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم ، أنه قرأ «لنحصنكم » بالنون .

وأخرج الفريابي عن سليمان بن حيان قال : كان داود إذا وجد فترة ، أمر الجبال فسبحت حتى يشتاق .

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «كان عمر آدم ألف سنة ، وكان عمر داود ستين سنة . فقال آدم : أي رب ، زده من عمري أربعين سنة . فأكمل لآدم ألف سنة وأكمل لداود مائة سنة » .

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي الدنيا في ذكر الموت والحاكم وصححه ، عن ابن عباس قال : مات داود عليه السلام يوم السبت فجأة ، فعكفت الطير عليه تظله .

وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن ابن عباس قال : كان سليمان عليه السلام يوضع له ستمائة ألف كرسي ، ثم يجيء أشراف الناس فيجلسون مما يليه ، ثم يجيء أشراف الجن فيجلسون مما يلي أشراف الإنس ، ثم يدعو الطير فتظلهم ، ثم يدعو الريح فتحملهم فيسير مسيرة شهر في الغداة الواحدة .

وأخرج الحاكم عن محمد بن كعب قال : بلغنا أن سليمان عليه السلام كان عسكره مائة فرسخ ، خمسة وعشرون منها للإنس وخمسة وعشرون للجن وخمسة وعشرون للوحش وخمسة وعشرون للطير ، وكان له ألف بيت من قوارير على الخشب ، فيها ثلثمائة حرة وسبعمائة سرية ، فأمر الريح العاصف فرفعته فأمر الريح فسارت به ، فأوحى الله إليه «أني أزيد في ملكك أن لا يتكلم أحد بشيء إلا جاءت الريح فأخبرتك » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : كان سليمان يأمر الريح فتجتمع كالطود العظيم ، ثم يأمر بفراشه فيوضع على أعلى مكان منها ، ثم يدعو بفرس من ذوات الأجنحة فترتفع حتى تصعد على فراشه ، ثم يأمر الريح فترتفع به كل شرف دون السماء ، فهو يطأطئ رأسه ما يلتفت يميناً ولا شمالاً تعظيماً لله وشكراً لما يعلم من صغر ما هو فيه في ملك الله ، يضعه الريح حيث يشاء أن يضعه .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : كان لسليمان مركب من خشب وكان فيه ألف ركن ، في كل ركن ألف بيت يركب معه فيه الجن والإنس ، تحت كل ركن ألف شيطان يرفعون ذلك المركب ، فإذا ارتفع جاءت الريح الرخاء فسارت به وساروا معه فلا يدري القوم إلا قد أظلهم من الجيوش والجنود .