قوله عز وجل : { وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ } ، يعني : دروع الحديد ؛ وذلك أن داود خرج يوماً متنكراً ، ليسأل عن سيرته في مملكته ، فقال جبريل : نِعْمَ الرجل هو ، لولا أن فيه خصلة واحدة . قال : وما هي ؟ قال : بلغني أنه يأكل من بيت المال ، وليس شيء أفضل من أن يأكل الرجل من كدّ يده . فرجع داود عليه السلام وسأل الله عز وجل أن يجعل رزقه من كدّ يديه ، فألان له الحديد ، وكان يتخذ منها الدروع ويبيعها ويأكل من ذلك ؛ فذلك قوله : { وَعَلَّمْنَاهُ } يعني : ألهمناه ، ويقال : { علمناه } بالوحي صنعة اللبوس لكم . { لِتُحْصِنَكُمْ مّن بَأْسِكُمْ } ، يعني : يمنعكم قتال عدوكم . قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص بالتاء { لِتُحْصِنَكُمْ } ، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر { ***لنحصنكم } بالنون بدليل قوله وعلمناه وقرأ الباقون بالياء للفظ التذكير يعني : ليحصنكم الله عز وجل ، ويقال : يعني : اللبوس ، ومن قرأ بالتاء فهو كناية عن الصنعة ، واختار أبو عبيد بالتاء { لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ } ، لأن اللبوس أقرب إليه ثم قال : { فَهَلْ أَنتُمْ شاكرون } . اللفظ لفظ الاستفهام ، يعني : اشكروا وارث هذه النعم ووحدوه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.