الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِن نَّشَأۡ نُنَزِّلۡ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ ءَايَةٗ فَظَلَّتۡ أَعۡنَٰقُهُمۡ لَهَا خَٰضِعِينَ} (4)

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { لعلك باخع نفسك } قال : لعلك قاتل نفسك { ألا يكونوا مؤمنين } { إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين } قال : لو شاء الله أنزل عليهم آية يذلون بها فلا يلوي أحدهم عنقه إلى معصية الله { وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث . . . } يقول : ما يأتيهم من شيء من كتاب الله إلا أعرضوا عنه ، { فسيأتيهم } يعني يوم القيامة { أنباء } ما استهزأوا به من كتاب الله وفي قوله { كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم } قال : حسن .

وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله { فظلت أعناقهم لها خاضعين } قال : العنق الجماعة من الناس قال : وهل تعرف العربُ ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت الحرث بن هشام وهو يقول ويذكر أبا جهل :

يخبرنا المخبر أن عمراً *** أمام القوم من عنق مخيل

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { فظلت أعناقهم لها خاضعين } قال : ذليلين .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : الخاضع : الذليل .