الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِن نَّشَأۡ نُنَزِّلۡ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ ءَايَةٗ فَظَلَّتۡ أَعۡنَٰقُهُمۡ لَهَا خَٰضِعِينَ} (4)

ثم قال تعالى{[50624]} : { إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية }[ 3 ] ، أي : إن نشأ يا محمد ننزل عليهم لأجل تكذيبهم لك{[50625]} من السماء آية .

{ فظلت أعناقهم لها خاضعين }[ 3 ] ، أي : فظل القوم خاضعة أعناقهم لها . قال قتادة{[50626]} : معناه{[50627]} لو شاء الله لأنزل آية يذلون بها ، فلا يلوي أحد منهم عنقه إلى{[50628]} معصية الله .

قال ابن جريج{[50629]} : معناه{[50630]} لو شاء{[50631]} لأراهم أمرا من أمره ، لا يعمل أحد بعده بمعصية .

وقيل : المعنى : لو نشاء لأنزلنا عليهم آية تلجئهم إلى الإيمان من غير أن يستحقوا على ذلك ثوابه ولا مدحا{[50632]} ، لأنهم اضطروا إلى ذلك ، ولم يفعله الله بهم{[50633]} ليؤمنوا طوعا . فيستحقوا على ذلك الثواب ، إذ لو آمنوا كرها بآية لم يستحقوا على ذلك الثواب .

وقال{[50634]}مجاهد : أعناقهم{[50635]} : كبراؤهم{[50636]} .

وقال أبو زيد{[50637]} والأخفش{[50638]} : أعناقهم : جماعاتهم ، يقال : جاءني عنق من الناس ، أي : جماعة ، ويقال : جاء في عنق{[50639]} من الناس أي : كبراؤهم . وهذا قول مجاهد{[50640]} .

وقال عيسى بن عمر : خاضعين ، وخاضعة هنا واحد وهو اختيار المبرد . فمن{[50641]} قال : خاضعين رده على المضاف إليه . ومن قال : خاضعة رده على الأعناق لأنهم إذا ذلوا ذلت رقابهم ، وإذا ذلت رقابهم ذلوا .


[50624]:"تعالى" سقطت من ز.
[50625]:ز: بك.
[50626]:انظر: ابن جرير9/59، والدر المنثور19/289.
[50627]:"معناه" سقطت من ز.
[50628]:ز: عن.
[50629]:انظر: ابن جرير19/59.
[50630]:بعده في ز: الله.
[50631]:ز: حى.
[50632]:ز: لهم.
[50633]:"معناه" في ز: ساقطة.
[50634]:ز: قال.
[50635]:"أعناقهم" سقطت من ز.
[50636]:انظر: زاد المسير 6/116.
[50637]:ز: ابن زيد.
[50638]:انظر: معاني الأخفش 2/44.
[50639]:انظر: اللسان10/273 مادة: عنق.
[50640]:زاد المسير6/116-117، والبحر7/5.
[50641]:ز: ومن.