بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِن نَّشَأۡ نُنَزِّلۡ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ ءَايَةٗ فَظَلَّتۡ أَعۡنَٰقُهُمۡ لَهَا خَٰضِعِينَ} (4)

ثم قال عز وجل : { إِن نَّشَأْ نُنَزّلْ عَلَيْهِمْ مّنَ السماء ءايَةً } يعني : علامة { فَظَلَّتْ } يعني : فصارت { أعناقهم لَهَا خاضعين } يعني : وننزل عليهم آية تضطرهم إلى أن يؤمنوا ، ولكنه لم يفعل ، لأنه لو فعل ذلك لذهبت المحنة ، فلم يستوجبوا الثواب إذا آمنوا بعد معاينة العذاب ، كمن آمن يوم القيامة لا ينفعه إيمانه ، لأنه قد ظهر له بالمعاينة . ويقال : فظلت أعناقهم يعني : ساداتهم وكبراؤهم ، والأعناق الكبراء ، فإن قيل : جمع الأعناق مؤنث . قال : خاضعين ، ولم يقل : خاضعات . قيل له : لأن الكلام انصرف إلى المعنى ، فكأنه قال هم لها خاضعون