الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِنَّ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَمَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُمۡ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِمۡ خَٰشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشۡتَرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنٗا قَلِيلًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (199)

أخرج النسائي والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أنس قال : لما مات النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صلوا عليه قالوا يا رسول الله نصلي على عبد حبشي . فأنزل الله { وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم . . . } الآية " .

وأخرج ابن جرير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " اخرجوا فصلوا على أخ لكم ، فصلى بنا فكبر أربع تكبيرات فقال : هذا النجاشي أصحمة فقال المنافقون : انظروا إلى هذا يصلي على علج نصراني لم نره قط . فأنزل الله { وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله } الآية " .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال " ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في النجاشي ، وفي ناس من أصحابه آمنوا بنبي الله وصدقوا به . وذكر لنا : أن النبي صلى الله عليه وسلم استغفر للنجاشي وصلى عليه حين بلغه موته ، قال لأصحابه : صلوا على أخ لكم قد مات بغير بلادكم . فقال أناس من أهل النفاق : يصلي على رجل مات ليس من أهل دينه ! فأنزل الله { وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله } الآية " .

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : لما مات النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " استغفروا لأخيكم فقالوا : يا رسول الله أنستغفر لذلك العلج ؟ فأنزل الله { وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم } الآية " .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال " لما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي طعن في ذلك المنافقون فقالوا : صلى عليه وما كان على دينه ! فنزلت هذه الآية { وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله . . } الآية . قالوا : ما كان يستقبل قبلته وإن بينهما البحار . فنزلت ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) ( البقرة الآية 115 ) قال ابن جريج : وقال آخرون : نزلت في النفر الذين كانوا من يهود فأسلموا . عبد الله بن سلام ومن معه " .

وأخرج الطبراني عن وحشي بن حرب قال : لما مات النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه " إن أخاكم النجاشي قد مات ، قوموا فصلوا عليه . فقال رجل : يا رسول الله كيف نصلي عليه وقد مات في كفره ؟ قال : ألا تسمعون قول الله { وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله . . . } الآية " .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله . . . } الآية . قال : هم مسلمة أهل الكتاب من اليهود والنصارى .

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال : هؤلاء يهود .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال : هم أهل الكتاب الذين كانوا قبل محمد صلى الله عليه وسلم والذين اتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم .