تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِنَّ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَمَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُمۡ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِمۡ خَٰشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشۡتَرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنٗا قَلِيلًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (199)

الآية 199 وقوله تعالى : { وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل / 77- ب/ إليكم } يعني القرآن { وما أنزل إليهم } يعني التوراة ثم اختلف في نزوله قال بعضهم : نزل في شأن عبد الله بن سلام وأصحابه ( الذين ) {[4766]} أقروا بأنه واحد لا شريك له وصدقوا رسوله صلى الله عليه وسلم وما انزل عليه{[4767]} وقيل : نزل في شأن النجاشي وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى ( على ) {[4768]} النجاشي قال أناس من المنافقين : يصلي على حبشي مات في أرض الحبشة ؟ فأنزل الله تعالى { وإن من أهل الكتب لمن يؤمن بالله } الآية ) .

( وعن ){[4769]} الحسن أنه قال : ( لما مات النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه ويلم " استغفروا لأخيكم " قالوا : يا رسول الله : لذلك العلج ؟ فأنزل الله سبحانه وتعالى : { وإن من أهل الكتاب لمن آمن بالله } ( البخاري 1327 الآية ) وقيل : لما صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المنافقون : صلى على من ليس من أهل دينه فأنزل الله تعالى الآية .

وعن الزهري عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن نبي الله صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي فكبر أربع تكبيرات وصفنا في المصلى خلفه وكان مات في الحبشة قال : والنوازل على وجهين من ترك بسببه خيرا وسعة فله فيه فضل لأنه كان مفتاح الخير ومن ترك بسببه ضيقا فعليه ( ضيق يوم لأنه كان ) {[4770]} مفتاح الضيق وأما الأحكام فإنه ينظر إلى ما فيه نزل فيشرك فيه الخلق ولا يجوز أن يقال : نزل في شأن فلان لا في شأنه ) ( بمعناه : الطبري في تفسيره : 4/220 ) .


[4766]:ساقطة من الأصل و م.
[4767]:أدرج بعدها في الأصل و م: الآية.
[4768]:من م ساقطة من الأصل.
[4769]:الواو من الأصل و م.
[4770]:في الأصل و م: فضل يوم كأنه.