الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أَهُمۡ يَقۡسِمُونَ رَحۡمَتَ رَبِّكَۚ نَحۡنُ قَسَمۡنَا بَيۡنَهُم مَّعِيشَتَهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَرَفَعۡنَا بَعۡضَهُمۡ فَوۡقَ بَعۡضٖ دَرَجَٰتٖ لِّيَتَّخِذَ بَعۡضُهُم بَعۡضٗا سُخۡرِيّٗاۗ وَرَحۡمَتُ رَبِّكَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ} (32)

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا } قال : قسم بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا كما قسم بينهم صورهم وأخلاقهم ، فتعالى ربنا وتبارك { ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات } قال : فتلقاه ضعيف الحيلة ، عييّ اللسان ، وهو مبسوط له في الرزق ، وتلقاه شديد الحيلة سليط اللسان وهو مقتور عليه { ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً } قال : ملكة يسخر بعضهم بعضاً يبتلي الله به عباده ، فالله الله فيما ملكت يمينك ! { ورحمة ربك خير مما يجمعون } قال : الجنة .

/خ33