جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَهُمۡ يَقۡسِمُونَ رَحۡمَتَ رَبِّكَۚ نَحۡنُ قَسَمۡنَا بَيۡنَهُم مَّعِيشَتَهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَرَفَعۡنَا بَعۡضَهُمۡ فَوۡقَ بَعۡضٖ دَرَجَٰتٖ لِّيَتَّخِذَ بَعۡضُهُم بَعۡضٗا سُخۡرِيّٗاۗ وَرَحۡمَتُ رَبِّكَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ} (32)

{ أهم يقسمون رحمة ربك } أي ليس الأمر مردودا إليهم ، بل إنه يعلم حيث يجعل رسالته ، فإنها لا ينزلها إلا على أزكى الخلق قلبا ونفسا ، وأشرفهم وأطهرهم وأظهرهم بيتا وأصلا ، لا على أكثرهم مالا وجاها { نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا } فجعلنا البعض غنيا والبعض فقيرا { ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات } بالمال ، ودرجات إما تمييز أو بدل { ليتخذ بعضهم بعضا سخريا } ليسخر الأغنياء الفقراء بأموالهم ، ويستخدموهم فينتظم العالم ، وليس هذا من شرف في الغنى ونقص في الفقير{ ورحمة ربك } بخلقه { خير مما يجمعون } : من الأموال ومن حطام الدنيا