ثم وَبَّخَهُم سبحانه بقوله : { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتِ رَبِّكَ } و«الرحمة » اسم عامٌّ يشمل النُّبُوَّةَ وغيرها ، وفي قوله تعالى : { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ } تزهيدٌ في السعايات ، وعون على التَّوَكُّلِ على اللَّه عز وجل ؛ وللَّه دَرُّ القائل :
كَمْ جَاهِلٍ يَمْلِكُ دُوراً وقرى *** وَعَالِمٍ يَسْكُنُ بَيْتاً بِالْكِرَا
لَمَّا سَمِعْنَا قَوْلَهُ سُبْحَانَه *** نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ زَالَ المِرَا
وروى ابن المبارك في «رقائقه » بسنده عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال : " إذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْراً أَرْضَاهُ بِمَا قَسَمَ لَهُ ، وَبَارَكَ لَهُ فِيهِ ، وَإذَا لَمْ يُرِدْ بِهِ خَيْراً ، لَمْ يُرْضِهِ بِمَا قَسَمَ لَهُ ، وَلَمْ يُبَارِكْ لَهُ فِيهِ " انتهى ، و{ سُخْرِيّاً } بمعنى التسخير ، ولا مدخل لمعنى الهزء في هذه الآية .
وقوله تعالى : { وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } قال قتادة والسُّدِّيُّ : يعني الجنة ، قال ( ع ) : ولا شَكَّ أَنَّ الجنة هي الغاية ، ورحمة اللَّه في الدنيا بالهداية والإيمان خير من كُلِّ مال ، وفي هذا اللفظ تحقير للدنيا ، وتزهيد فيها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.