الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىٰٓ أَعۡيُنَهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلۡحَقِّۖ يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّـٰهِدِينَ} (83)

وأخرج النسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال : نزلت هذه الآية في النجاشي وأصحابه { وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع } .

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن عروة قال : كانوا يرون أن هذه الآية نزلت في النجاشي { وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول } قال : إنهم كانوا برايين يعني ملاحين ، قدموا مع جعفر بن أبي طالب من الحبشة ، فلما قرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن آمنوا وفاضت أعينهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا رجعتم إلى أرضكم انقلبتم عن دينكم ، فقالوا لن ننقلب عن ديننا ، فأنزل الله ذلك من قولهم { وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول } .

وأخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم عن السدي قال « بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنا عشر رجلاً ، سبعة قسيسين وخمسة رهباناً ، ينظرون إليه ويسألونه ، فلما لقوه قرأ عليهم ما أنزل الله بكوا وآمنوا ، وأنزل الله فيهم { وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول } الآية » .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه من طرق عن ابن عباس في قوله { فاكتبنا مع الشاهدين } قال : أمة محمد صلى الله عليه وسلم . وفي لفظ : قال : يعنون بالشاهدين محمداً صلى الله عليه وسلم وأمته ، أنهم قد شهدوا له أنه قد بلِّغ ، وشهدوا للمرسلين أنهم قد بلغوا .