الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ لَا يَفۡتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ كَمَآ أَخۡرَجَ أَبَوَيۡكُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ يَنزِعُ عَنۡهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوۡءَٰتِهِمَآۚ إِنَّهُۥ يَرَىٰكُمۡ هُوَ وَقَبِيلُهُۥ مِنۡ حَيۡثُ لَا تَرَوۡنَهُمۡۗ إِنَّا جَعَلۡنَا ٱلشَّيَٰطِينَ أَوۡلِيَآءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ} (27)

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { ينزع عنهما لباسهما } قال : التقوى . وفي قوله { إنه يراكم هو وقبيله } قال : الجن والشياطين .

وأخرج عبد بن حميد عن ابن منبه { ينزع عنهما لباسهما } قال : النور .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله { وقبيله } قال : نسله .

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم } قال : والله أن عدواً يراك من حيث لا تراه لشديد المؤنة إلا من عصم الله .

وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال : سأل أن يرى ولا يرى ، وأن يخرج من تحت الثرى ، وإنه متى شاب عاد فتى فأجيب .

وأخرج ابن أبي شيبة عن مطرف . أنه كان يقول : لو أن رجلاً رأى صيداً والصيد لا يراه فختله ألم يوشك أن يأخذه ؟ قالوا : بلى . قال : فإن الشيطان يرانا ونحن لا نراه ، وهو يصيب منا .

وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال : أيّما رجل منكم تخيل له الشيطان حتى يراه فلا يَصُدَّنَّ عنه ، وليمضِ قدماً فإنهم منكم أشد فرقاً منكم منهم ، فإنه إن صد عنه ركبه وإن مضى هرب منه . قال مجاهد : فانا ابتليت به حتى رأيته ، فذكرت قول ابن عباس ، فمضيت قدماً فهرب .

وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن نعيم بن عمر قال : الجن لا يرون الشياطين بمنزلة الإِنس .