ثم كرّر الله سبحانه النداء لبني آدم تحذيراً لهم من الشيطان ، فقال : { يا بني آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشيطان } أي لا يوقعنكم في الفتنة ، فالنهي وإن كان للشيطان ، فهو في الحقيقة لبني آدم بأن لا يفتتنوا بفتنته ويتأثروا لذلك ، والكاف في { كَمَا أَخْرَجَ } نعت مصدر محذوف ، أي لا يفتننكم فتنة مثل إخراج أبويكم من الجنة ، وجملة : { يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا } في محل نصب على الحال ، وقد تقدّم تفسيره ، واللام في { لِيُرِيَهُمَا سوآتهِما } لام كي ، أي لكي يريهما ، وقد تقدّم تفسيره أيضاً . قوله : { إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ } هذه الجملة تعليل لما قبلها ، مع ما تتضمنه من المبالغة في تحذريهم منه ، لأن من كان بهذه المثابة يرى بني آدم من حيث لا يرونه ، كان عظيم الكيد ، وكان حقيقاً بأن يحترس منه أبلغ احتراس { وَقَبِيلُهُ } أعوانه من الشياطين وجنوده .
وقد استدل جماعة من أهل العلم بهذه الآية على أن رؤية الشياطين غير ممكنة ، وليس في الآية ما يدل على ذلك ، وغاية ما فيها أنه يرانا من حيث لا نراه ، وليس فيها أنا لا نراه أبداً ، فإن انتفاء الرؤية منا له في وقت رؤيته لنا لا يستلزم انتفاءها مطلقاً ، ثم أخبر الله سبحانه بأنه جعل الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون من عباده وهم الكفار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.