الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَمَا لَهُمۡ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمۡ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَمَا كَانُوٓاْ أَوۡلِيَآءَهُۥٓۚ إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (34)

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله { وما لهم أن لا يعذبهم الله } قال : عذابهم فتح مكة .

وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عباد بن عبد الله بن الزبير رضي اله عنه { وما لهم أن لا يعذبهم الله } وهم يجحدون آيات الله ويكذبون رسله ، وإن كان فيهم ما يدعون .

وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير رضي الله عنه في قوله { وهم يصدون عن المسجد الحرام } أي من آمن بالله وعبده أنت ومن اتبعك . { وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون } الذين يخرجون منه ويقيمون الصلاة عنده ، أي أنت ومن آمن بك .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { إن أولياؤه إلا المتقون } قال : من كانوا حيث كانوا .

وأخرج البخاري في الأدب المفرد والطبراني والحاكم وصححه عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر رضي الله عنه : " اجمع لي قومك ، فجمعهم فلما حضروا باب النبي صلى الله عليه وسلم دخل عمر رضي الله عنه عليه فقال : قد جمعت لك قومي . فسمع ذلك الأنصار فقالوا : قد نزل في قريش وحي . فجاء المستمع والناظر ما يقال لهم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقام بين أظهرهم فقال : هل فيكم من غيركم ؟ قالوا : نعم ، فينا حليفنا وابن أختنا وموالينا . قال النبي صلى الله عليه وسلم : حليفنا منا ، وابن أختنا منا ، ومولانا منا ، أنتم تسمعون أن أوليائي منكم إلا المتقون ، فإن كنتم أولئك فذلك ، وإلا فانظروا ألا يأتي الناس بالأعمال يوم القيامة وتأتون بالأثقال فيعرض عنكم " .

وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة رضي الله عنه . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن أوليائي يوم القيامة المتقون وإن كان نسب أقرب من نسب ، فلا يأتيني الناس بالأعمال ، وتأتوني بالدنيا تحملونها على رقابكم فأقول هكذا وهكذا إلا وأعرض في كل عطفيه " .

وأخرج ابن مردويه والطبراني والبيهقي في سننه عن أنس رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من آلك ؟ فقال : كل تقي ، وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن أولياؤه إلا المتقون } " .

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن آل فلان ليسوا لي بأولياء ، وإنما وليي الله وصالح المؤمنين " .

وأخرج أحمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أولى الناس بي المتقون ، من كانوا وحيث كانوا " .