الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّـٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (257)

قوله سبحانه : { الله وَلِيُّ الذين آمَنُواْ . . . } [ البقرة :257 ] .

الوليُّ : من وَلِيَ ، فَإِذا لازم أحدٌ أحداً بنَصْره ، وودِّه ، واهتباله ، فهو وليُّه ، هذا عُرْفُهُ لغةً ، ولفظ الآية مترتِّب في الناس جميعاً ، وذلك أن منْ آمن منهم ، فاللَّه وليُّه ، أخرجه من ظلمة الكُفْر إِلى نور الإِيمان ، ومَنْ كفر بعد وجودِ الرسُولِ صلى الله عليه وسلم فَشَيْطَانَهُ ومُغْوِيهِ أخرجه من الإِيمان ، إِذ هو معدٌّ وأهل للدخول فيه ، ولفظ { الطاغوت } في هذه الآيةِ يَقْتَضِي أنَّه اسم جنْسٍ ، ولذلك قال : { أَوْلِيَاؤُهُمُ } ، بالجَمْع ، إِذ هي أَنْوَاع .