تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّـٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (257)

{ الله ولي الذين آمنوا } ، يعني ولي المؤمنين بالله عز وجل ، { يخرجهم من الظلمات إلى النور } ، يعني من الشرك إلى الإيمان ، نظيرها في إبراهيم : { أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور } ( إبراهيم : 5 ) ، لأنه سبق لهم السعادة من الله تعالى في علمه ، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، أخرجهم الله سبحانه من الشرك إلى الإيمان ، ثم قال : { والذين كفروا } ، يعني اليهود ، { أولياؤهم الطاغوت } ، يعني كعب بن الأشرف ، { يخرجونهم } ، يعني يدعونهم { من النور إلى الظلمات } ، نظيرها في إبراهيم قوله سبحانه : { أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور } ( إبراهيم : 5 ) ، ثم قال : يدعونهم من النور الذي كانوا فيه من إيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث إلى كفر به بعد أن بعث ، وهي الظلمة ، { أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } يعني لا يموتون .