فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَجَعَلۡنَٰهَا نَكَٰلٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهَا وَمَا خَلۡفَهَا وَمَوۡعِظَةٗ لِّلۡمُتَّقِينَ} (66)

واختلف في مرجع الضمير في قوله : { فَجَعَلْنَاهَا } وفي قوله : { لّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا } فقيل : العقوبة . وقيل : الأمة ، وقيل : القرية . وقيل : القردة . وقيل الحيتان . والأول أظهر . والنكال : الزجر والعقاب ، والنكل : القيد ؛ لأنه يمنع صاحبه ، ويقال للجام الدابة نكل ؛ لأنه يمنعها . والموعظة : مأخوذة من الاتعاظ ، والانزجار ، والوعظ : التخويف . وقال الخليل : الوعظ التذكير بالخير . وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : الطور الجبل الذي أنزلت عليه التوراة ، وكان بنو إسرائيل أسفل منه . وأخرج نحوه عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عباس ؛ قال : الطور ما أنبت من الجبال ، وما لم ينبت ، فليس بطور . وأخرج ابن جرير عنه في قوله : { خُذُوا مَا ءاتيناكم بِقُوَّةٍ } قال : أي بجدّ . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن أبي العالية في قوله : { واذكروا مَا فِيهِ } قال : اقرءوا ما في التوراة ، واعملوا به . وأخرج ابن إسحاق وابن جرير ، عن ابن عباس في قوله : { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } قال : لعلكم تنزعون عما أنتم عليه .

/خ66