وقوله : { قَالُوا ادع لَنَا رَبَّكَ } هذا نوع من أنواع تعنتهم المألوفة ، فقد كانوا يسلكون هذه المسالك في غالب ما أمرهم الله به ، ولو تركوا التعنت والأسئلة المتكلفة ، لأجزأهم ذبح بقرة من عرض البقر ، ولكنهم شدّدوا فشدّد الله عليهم كما سيأتي بيانه . والفارض : المسنة ، ومعناه في اللغة : الواسع . قال في الكشاف : وكأنها سميت فارضاً ؛ لأنها فرضت سنها أي : قطعتها وبلغت آخرها انتهى . ويقال للشيء القديم فارض ، ومنه قول الراجز :
يَا ربَّ ذِي ضغن عَليَّ فَارِضٍ *** لَهُ قُرُو كَقُرُو الحَائِض
أي قديم . وقيل : الفارض : التي قد ولدت بطوناً كثيرة فيتسع جوفها ، والبكر : الصغيرة التي لم تحمل ، وتطلق في إناث البهائم وبني آدم على ما لم يفتحله الفحل ، وتطلق أيضاً على الأوّل من الأولاد ، ومنه قول الراجز :
يَا بَكْر بَكرين وَيَا صُلْبَ الكبِد *** أصْبَحْت مِني كَذِراعٍ من عَضُدْ
والعوان : المتوسطة بين سني الفارض والبكر ، وهي التي قد ولدت بطناً ، أو بطنين ؛ ويقال : هي التي قد ولدت مرة بعد مرة ، والإشارة بقوله : { بَيْنَ ذلك } إلى الفارض ، والبكر ، وهما : وإن كانتا مؤنثتين ، فقد أشير إليهما بما هو للمذكر على تأويل المذكور ، كأنه قال : بين ذلك المذكور . وجاز دخول بين المقتضية لشيئين ؛ لأن المذكور متعدد . وقوله : { فافعلوا } تجديد للأمر وتأكيد له ، وزجر لهم عن التعنت ، فلم ينفعهم ذلك ، ولا نجع فيهم ، بل رجعوا إلى طبيعتهم ، وعادوا إلى مكرهم ، واستمرّوا على عادتهم المألوفة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.