{ وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أزواجا منْهُمْ } قد تقدّم تفسير هذه الآية في الحجر . والمعنى : لا تطل نظر عينيك ، و{ أزواجاً } مفعول { متعنا } . و{ زهرة } منصوبة على الحال ، أو بفعل محذوف ، أي جعلنا أو أعطينا ، ذكر معنى هذا الزجاج . وقيل : هي بدل من الهاء في : { به } باعتبار محله ، وهو النصب لا باعتبار لفظه ، فإنه مجرور كما تقول : مررت به أخاك . ورجح الفراء النصب على الحال ، يجوز أن تكون بدلاً ، ويجوز أن تكون منتصبة على المصدر مثل " صبغة الله " ووعد الله و{ زَهْرَةَ الحياة الدنيا } : زينتها وبهجتها بالنبات وغيره . وقرأ عيسى بن عمر : «زهرة » بفتح الهاء ، وهي نور النبات ، واللام في : { لِنَفْتِنَهُمْ فيه } متعلق ب { متعنا } أي لنجعل ذلك فتنة لهم وضلالة ، ابتلاءً منا لهم ، كقوله : { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرض زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ } [ الكهف : 7 ] وقيل : لنعذبنهم . وقيل : لنشدد عليهم في التكليف { وَرِزْقُ رَبّكَ خَيْرٌ وأبقى } أي ثواب الله ، وما ادّخر لصالحي عباده في الآخرة خير مما رزقهم في الدنيا على كل حال ، وأيضاً فإن ذلك لا ينقطع ، وهذا ينقطع ، وهو معنى { وأبقى } . وقيل : المراد بهذا الرزق : ما يفتح الله على المؤمنين من الغنائم ونحوها ، والأوّل أولى ؛ لأن الخيرية المحققة والدوام الذي لا ينقطع إنما يتحققان في الرزق الأخروي لا الدنيوي ، وإن كان حلالاً طيباً : { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ الله بَاقٍ } [ النحل : 96 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.