قوله : { لاَ تَحْسبَنَّ الذين يَفْرَحُونَ } قرأ الكوفيون بالتاء الفوقية ، والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو لكل من يصلح له . وقوله : { بِمَا أَتَوْا } أي : بما فعلوا . وقد اختلف في سبب نزول الآية ، كما سيأتي ، والظاهر شمولها لكل من حصل منه ما تضمنته عملاً بعموم اللفظ ، وهو المعتبر دون خصوص السبب ، فمن فرح بما فعل ، وأحب أن يحمده الناس بما لم يفعل ، فلا تحسبنه بمفازة من العذاب . وقرأ نافع ، وابن عامر ، وابن كثير ، وأبو عمرو : «لا يحسبنّ » بالياء التحتية ، أي : لا يحسبن الفارحون فرحهم منجياً لهم من العذاب ، فالمفعول الأوّل محذوف ، وهو فرحهم ، والمفعول الثاني بمفازة من العذاب . وقوله : { فَلاَ تَحْسبَنَّهُمْ } تأكيد للفعل الأوّل على القراءتين ، والمفازة : المنجاة ، مفعلة من فاز يفوز إذا نجا ، أي : ليسوا بفائزين ، سمي موضع الخوف مفازة على جهة التفاؤل قاله الأصمعي . وقيل : لأنها موضع تفويز ، ومظنة هلاك ، تقول العرب : فوّز الرجل إذا مات . قال ثعلب : حكيت لابن الأعرابي قول الأصمعي ، فقال : أخطأ . قال لي أبو المكارم : إنما سميت مفازة ؛ لأن من قطعها فاز . وقال ابن الأعرابي : بل ؛ لأنه مستسلم لما أصابه . وقيل المعنى : لا تحسبنهم بمكان بعيد من العذاب ؛ لأن الفوز التباعد عن المكروه . وقرأ مروان بن الحكم ، والأعمش ، وإبراهيم النخعي : «آتوا » بالمد ، أي : يفرحون بما أعطوا . وقرأ جمهور القراء السبعة ، وغيرهم { أتوا } بالقصر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.