فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (31)

الحب والمحبة : ميل النفس إلى الشيء ، يقال : أحبه ، فهو محبّ ، وحبه يحبه بالكسر ، فهو محبوب . قال الجوهري : وهذا شاذ ؛ لأنه لا يأتي في المضاعف يفعل بالكسر . قال ابن الدهان : في حبّ لغتان حبّ وأحبّ ، وأصل حبّ في هذا الباب حبب كطرق ، وقد فسرت المحبة لله سبحانه بإرادة طاعته . قال الأزهري : محبة العبد لله ورسوله طاعته لهما ، واتباعه أمرهما ، ومحبة الله للعباد إنعامه عليهم بالغفران . وقرأ أبو رجاء العطاردي : «فاتبعوني » بفتح الباء . وروي عن أبي عمرو بن العلاء أنه أدغم الراء من يغفر في اللام . قال النحاس : لا يجيز الخليل ، وسيبويه إدغام الراء في اللام ، وأبو عمرو أجلّ من أن يغلط في هذا ، ولعله كان يخفي الحركة ، كما يفعل في أشياء كثيرة .

/خ34